-->
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...
random

حفظ الضروريات الخمس في الإسلام

حفظ الضروريات الخمس في الإسلام

مدخل تهميدي:

إن الإسلام جاء لحفظ الضرورات الخمس (الدين والنفس والعقل والعرض والمال)، ليعيش المسلم في هذه الدنيا آمنا مطمئنا، يعمل لدنياه وآخرته، ويعيش المجتمع المسلم أمة واحدة متماسكة، ولا يمكن ذلك إلا بحفظ هذه الضرورات من الخلل والعبث، وأعظمها الدين الذي يتعامل العبد به مع ربه ومع إخوانه، فمن حاول العبث به بارتكاب شيء من نواقضه عالما متعمدا وجب أن يستثاب.
  • فما أهمية الضروريات الخمس في حفظ مصالح العباد؟
  • وكيف يتم حفظ الضروريات الخمس؟

النصوص المؤطرة للدرس:

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ۩ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
[سورة الأنعام، الآيتان: 151 – 152]
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله: «مقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل  ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة، وهذه الأصول الخمسة حفظها واقع في رتبة الضروريات، فهي أقوى المراتب في المصالح».
[المستصفى للإمام أبي حامد الغزالي، ص: 174]

دراسة النصوص وقراءتها:

I – عرض النصوص وقراءتها:

1 – الوقوف على قاعدة من قواعد التجويد (القلقلة):

القلقلة: هي عبارة عن تقلقل المخرج بالحرف عند خروجه ساكنا أي إحداث نبرة قوية، وحروفها خمسة يجمعها قول: «قطب جد».

II – توثيق النصوص والتعريف بها:

1 – التعريف بسورة الأنعام:

سورة الأنعام: مكية ما عدا الآيات 20، و23، و91، و93، و114، و141،151، و152، و153 فهي مدنية، عدد آياتها 165 آية، هي السورة السادسة في ترتيب المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الحجر، يدور محورها حول العقيدة وأصول الإيمان، وهي تختلف في أهدافها ومقاصدها عن السور المدنية، فقد تناولت القضايا الكبرى الأساسية لأصول العقيدة والإيمان، كقضية الألوهية، وقضية الوحي والرسالة، وقضية البعث والجزاء.

III – فهم النصوص:

1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:

  • إملاق: الافتقار والفقر والحاجة.
  • الفواحش: القبيح من القول والفعل.
  • المصلحة: عبارة عن جلب منفعة أو دفع مضرة.
  • المفسدة: ضد المصلحة وهي المضرة.

2 – المضامين الأساسية للنصوص:

  • يشير النص القرائي إلى بيان أصول المحرَّمات قولاً وفعلاً، والمتمثلة في الضروريات الخمس الواجب حفظها، منها: حفظ الدين المتمثل في عقيدة التوحيد، وحفظ النفس من القتل، وحفظ العرض والنسل من اقتراف الفواحش، وحفظ المال من أكل أموال الناس بالباطل.
  • بين الإمام الغزالي إلى مقاصد الدين والمتعلقة بمصالح العباد في الحال والمآل، وهي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل، وحفظ المال، وقد أشار أن مصالح العباد رهينة بحفظها بالمقابل تركها إضرار بمصالحه.

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – مكانة الضروريات الخمس من فلسفة التشريع الإسلامي:

1 – مفهوم الضروريات الخمس:

الضروريات الخمس: هي التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة بل على فساد وآل مصير الإنسان في الآخرة إلى الخسران المبين، وتسمى كذلك بالكليات الخمس، لأن جميع الأحكام الشرعية تؤول إليها وتسعى للحفاظ عليها.

2 – أقسامها ومراتبها:

مصالح الناس في هذه الحياة تتكون من أمور ضرورية لهم، وأمور حاجية، وأمور تحسينية، والكليات أو الضروريات الخمس هي أعلى مراتب مقاصد الشريعة الإسلامية، وقد حددها الفقهاء حسب الترتيب التالي:
  • حفظ الدين.
  • حفظ النفس أو الحياة.
  • حفظ العقل.
  • حفظ النسل أو العرض.
  • حفظ المال.

3 – وظيفة الضروريات الخمس في التشريع الإسلامي:

تعتبر الضروريات الشرعية هي أقوى مراتب المقاصد، وهي أصل للحاجي والتحسيني، ومن أبرز وظائفها:
  • وظيفة بيانية: قصد تيسير فهم التكاليف على المكلف، وتمكنه من إدراك المنفعة الناتجة عنها، والتعرف على الضرر للابتعاد عنه.
  • وظيفة تشريعية: قصد تمكين العلماء من الأدوات التشريعية والقواعد الأصولية للاجتهاد في القضايا والمسائل الطارئة والمستجدة.
  • وظيفة حقوقية: قصد تكوين وعي عام لدى الناس بالحقوق التي منحها الله سبحانه وأقرها للإنسان في ظل دينه المحتضن للبشرية كلها.

II – خصائص الضروريات الخمس في الإسلام:

  • الربانية: فالحفاظ على الضروريات هو محافظة على مقصود الشرع من الخلق، والضروريات الشرعية هي حمى الله وحدوده ولا ينبغي لأحد أن يستبيحها، كما قال رسول الله ﷺ: «أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ».
  • الشمول: ويعني موافقة الأحكام التكليفية الشرعية للقاعدة المركزية للضروريات الخمس المتمثلة في جلب المنافع ودرء المفاسد.
  • المساواة: فكل مل يهدف إلى إقامة العدل في الأرض بين العباد على أساس إلغاء أي تمييز بينهم، يعتبر ضرورة من الضرورات الشرعية.
  • الثبات: فهي تعد ثوابت تشريعية قام التكليف على أساسها، ومقاصد شرعت من أجلها الأحكام، وهي بالتالي: القواعد الملزمة لكل مجتهد أراد الصواب والحق.

III – التشريعات الوقائية والزجرية لحفظ الضروريات الخمس:

1 – التشريعات التربوية الوقائية:

الشريعة: هي الأحكام المنزلة على الأنبياء والرسل ليسير الناس في ضوئها، والمسلم مطالب بالامتثال لها والتطبيق دون أي تردد، وهذه التشريعات تقوم على أسس من أهمها:
  • أساس المحبة: وهي تعتبر الأساس الحقيقي لحفظ الضروريات الخمس، فبها تراقب المشاعر المنحرفة في النفس المولدة للسلوكات العدائية.
  • أساس تعاقدي: والذي به يجد المسلم نفسه ملزما بالوفاء بجميع التزاماته الاعتقادية والتعاقدية بمجرد دخوله في الإسلام ونطقه بالشهادة.
  • أساس الثواب الأخروي: فالخوف منه سبحانه والطمع في مرضاته وثوابه من أساسيات حفظ هذه الضروريات.

2 –  التشريعات الزجرية الوقائية:

لصون الضروريات في مراتبها الخمس، سن الإسلام مجموعة من التشريعات الزجرية:
  • حفظ الدين: فالدين ضامن لكل حقوق الإنسان وعاصم من التيه والضياع في دروب الأهواء، وحفظه من أولى الأولويات، وقد حرم الله تعالى الردة وعاقب المرتد بالقتل، ونهى عن سب الدين ولو كان دين شرك.
  • حفظ النفس: لا يجادل مسلم في حرمة قتل النفس وحرمة الدماء، وفي تشنيع جريمة القتل وشدة عقوبة مرتكبيها.
  • حفظ العقل: الذي هو ملاك التكليف، وذلك بحث الناس على التفكير وطلب العلم صيانة للعقل من السذاجة وحماية له من العبث، وحرم شرب الخمر وتناول المسكرات.
  • حفظ العرض: حثت الشريعة على الزواج وشجعت عليه حتى لا تختلط الأنساب ولا تشيع الفاحشة في المسلمين، والزواج هو الطريق الطبيعي لحفظ النسل والعرض والنسب، وحرمت الزنى وشددت فيه النكير.
  • حفظ المال: لما كان المال عصب الحياة، شرع الله تشريعات تبيح كسبه بالطرق الحلال وتمنع تبذيره وإتلافه، كما حرم أكل أموال الناس بالباطل كالسرقة والتطفيف والغصب وغيرها.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

دروس الباك 2bac

2018


تطوير

Aissa Ezzamzami