-->
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...
random

درس حقوق الإنسان في الإسلام

حقوق الإنسان في الإسلام (الخصائص والمقاصد)

مدخل تهميدي:

كثر في العصر الراهن الحديث عن حقوق الإنسان، في وسائل الإعلام والمحافل الدولية والمنتديات …، لكن الإشكال أن انتهاكات حقوق الإنسان لا تزداد إلا اتساعا.
  • فما مرد هذا التناقض؟
  • وما الفرق بين حقوق الإنسان في الإسلام وحقوق الإنسان عند الغربيين؟

النصوص المؤطرة للدرس:

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ۩ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ۩ وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً﴾.
[سورة الإسراء، الآيات: 70 – 71 – 72]
تنقسم حقوق الإنسان إلى الفئات الثلاث الآتية:
  • الحقوق المدنية والسياسية.
  • الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
  • الحقوق البيئية والثقافية.
[دليل التربية على حقوق الإنسان، ص: 49]

دراسة النصوص وقراءتها:

I – عرض النصوص وقراءتها:

1 – القاعدة التجويدية (دراسة قاعدة القلقلة):

القلقلة: عبارة عن تقلقل المخرج بالحرف عند خروجه ساكنا أي إحداث نبرة قوية، وحروفها خمسة (ق، ط، ب،ـ ج، د) يجمعها قول: «قطب جد»، إذا سكنت فهي قلقة صغرى، وإذا كانت مصحوبة بشدة مع الوقف فهي قلقلة كبرى.

II – توثيق النصوص والتعريف بها:

1 – التعريف بسورة الإسراء:

سورة الإسراء: مكية ما عدا الآيات 26، و32، و33، و57، ومن الآية 73 إلى 80 فهي مدنية، عدد آياتها 111 آية، ترتيبها السابعة عشر من المصحف الشريف، نزلت بعد سورة القصص، سميت بهذا الاسم احياء لمعجزة الإسراء التي خص الله تعالى بها نبيه الكريم، سورة الإسراء من السور المكية التي تهتم بشئون العقيدة شأنها كشأن سائر السور المكية من العناية بأصول الدين الوحدانية والرسالة والبعث، لكن العنصر البارز في هذه السورة الكريمة هو شخصية الرسول ﷺ وما أيده الله به من المعجزات الباهرة والحجج القاطعة الدالة على صدقه عليه الصلاة والسلام.

III – فهم النصوص:

1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:

  • كرمنا: شرفنا.
  • الطيبات: لذيذ المأكل والمشرب.
  • بإمامهم: بكتاب أعمالهم.
  • فتيلا: الفتيل هو الخيط الذي في شق النواة.
  • في هذه أعمى: أي من كان في الدنيا أعمى القلب، بمعنى أنه لم يكن من أهل الصلاح والتقوى.
  • أضل سبيلا: أشد ضلالا.

2 – المضامين الأساسية للنصوص:

  • تكريم الله تعالى للإنسان بأن أقر له مجموعة من الحقوق التي تحفظ له كرامته، ورتب الله على حفظ هذه الحقوق مصير الإنسان يوم القيامة.
  • يقسم النص حقوق الإنسان الأساسية إلى أقسام ثلاثة: الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والحقوق البيئية والثقافية.

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – الحقوق المدنية والسياسية في الإسلام:

1 – الحقوق المدنية في الإسلام:

  • حق الحرية والاختيار: وعلى رأسها حرية العقيدة، قال تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾، وقد قدم القرآن الكريم نماذج راقية في الدفاع عن أعظم حق من حقوق الانسان «حق معرفة الله»،  كما سجل أخطر انتهاكات حقوق الإنسان التي تفنن فيها الطغاة في تعذيب المؤمنين لمجرد إيمانهم، قال تعالى: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ۩ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ۩ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ۩ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ۩ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.
  • تحريم الاسترقاق وإقرار الحرية الأصلية: وما ورد من أحكام في الإسلام تخص الرقيق كان من أجل حمايتهم في زمن كان الرق فيه عرفا عالميا ظالما، وقد اتخذ الإسلام مجموعة من الإجراءات للقضاء على الرق، كفرضه تحرير الرقاب كفارة لبعض المخالفات الشرعية …
  • حق الحياة: وهي هبة ونعمة ربانية لا يقدر عليها سواه، ويشمل هذا الحق: تحريم القتل: حيث اعتبره الإسلام من أعظم الذنوب والجرائم والموبقات، قال تعالى: ﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾، تحريم الانتحار: فلا يحق لأحد أن يضع حدا لحياته أو يعتدي على جسده، وقد جاء الوعيد الشديد لمن يقدم على ذالك في نصوص كثيرة، تحريم الإجهاض: حيث حرمه الإسلام إلا عند الضرورة كتعرض حياة الأم لخطر محقق، وحرم الزنا وشرع له عقوبة رادعة باعتباره سببا مباشرا للإجهاض، ودعا إلى العفة والزواج صيانة للعرض والنسل.

2 – الحقوق السياسية في الإسلام:


وضع الإسلام مبادئ وأسسا عامة قابلة للتطوير حسب الزمان والمكان من طرف المجتهدين المؤهلين، ودعا إلى مبدأين أساسيين في الحياة السياسية:
  • مبدأ الشورى: فالإسلام يرى في الشورى (السبيل المنطقي القويم الذي يقود المجتمع والإنسان معاً إلى سلامة المنهج وصواب الرأي وسعادة الحياة)، وللأهمية البالغة لمبدأ الشورى عمم الإسلام موقفه منه (إلى كل جوانب الحياة حينما فرض على كل واحد من أفراد المجتمع قانون التشاور والانفتاح …، حتى في المسائل الجزئية الصغيرة إذ حرض الجميع على ملاقحة الأفكار والفحص عن الرأي السديد، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾، وقال أيضا: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾.
  • مبدأ البيعة: قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾، فالإسلام أعطى قيمة عظيمة للبيعة وجعلها وسيلة لانضباط المجتمع الإرادي لقانون الدولة، بموجب العهود المتبادلة بين الراعي والرعية، ولم يميز الإسلام في هذا الحق بين الرجل والمرأة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

II – الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في الإسلام:

عند قيام الدولة الإسلامية في أول عهدها بالمدينة نص دستورها على أسس مبدأ التكافل والتضامن بين مختلف مكونات الدولة الإسلامية دون تمييز بينهم على أي أساس، ولقد أفلح المسلمون بالفعل في ذلك من خلال:
  • الإحساس بالمسؤولية الفردية والاجتماعية، والإحساس بالواجب اتجاه الحق، قال ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
  • التضامن والتكافل باعتبارهما وسيلة لحفظ الحقوق الاقتصادية والاجتماعية …، قال ﷺ: « مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ».
  • محاربة الشره والفساد الاقتصادي من خلال اجتناب المعاملات المحرمة كالربا والاحتكار …، وقيامهم بالعبادات المالية على أكمل وجه، فخلقوا نظاما اجتماعيا صمدوا من خلاله في أشد الأزمات كعام الرمادة.

III – خصائص حقوق الإنسان ومقاصدها في الإسلام:

1 – خصائص حقوق الإنسان في الإسلام:

  • الربانية: فكل حق منصوص عليه في القرآن أو السنة فهو مصدره من عنده سبحانه، وبالتالي فهو منزه عن الزيغ والضلال.
  • الثبات: فمهما تعرض الناس للتضليل عن طريق خلط الحق بالباطل تبقى حجة الحق قوية الإقناع بالفطرة.
  • الحياد: فهي منزهة عن أي تحيز أو تمييز عرقي وعن أي عن الهوى.
  • الشمول: فهي محيطة بكل مصالح الإنسان العاجلة والآجلة، ومحمية بتشريعات تربوية ووقائية وأحكام تكليفية.
  • العالمية: فهي صالحة لكل زمان ومكان لاستجاباتها لحاجات الإنسان الحقوقية الفطرية، ووضعها حلولا لأغلب مشاكله.

2 – مقاصد حقوق الإنسان في الإسلام:

  • تحقيق كمال العبودية لله: لأن بذل الحق لأهله والمطالبة بالحق من صميم الطاعة، ومن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • حفظ حياة الإنسان: في جميع مراحلها.
  • إشاعة الإسلام في العالم: من خلال تربية الناس على حل خلافاتهم بالطرق السلمية ومعرفة ما لهم وما عليهم من حقوق.
  • تحقيق العدالة الاجتماعية: بإشاعة العدل في الأرض وتقليص الفوارق الطبقية.
  • حفظ مصالح العباد: بحفظ الضروريات الخمس في جميع مراتبها، وفرض النظام والأمن في المجتمع.
  • تكريم الإنسان: بتربيته على الكرامة الحق وعزة النفس، دون تعال أو طغيان.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

دروس الباك 2bac

2018


تطوير

Aissa Ezzamzami