- مفهوم المقالة الادبية :
هي
كل نص نظري يحاول تحليل ظاهرة ادبية أو نقدية محاولا توضيح أسس جنس ادبي
او تيار شعري او منهج نقدي. وبالتالي فالمقالة قد تحلل خصوصية النص الشعري
الاحيائي والرومنسي والشعر الحر مبينة أسس هذا التيار او المدرسة والمبادئ
التي تنبني عليها وخصوصيتها على مستويات عدة قد تكون مضمونية او شكلية او
بلاغية او ايقاعية. كما نجد المقالة التي تحلل جنس القصة والمسرحية مبينة
خصائص هذه الاجناس الادبية، وقد نجد ايضا مقالة نقدية تناقش قضية المناهج
النقدية التي يتم تدريسها (المنهج البنيوي او الاجتماعي) وذلك بتحديد
مميزات كل منهج ورواده وخصوصيته ودعائمه.
2- منهجية تحليل المقالة:
اذا
كان النص الادبي ينتمي الى المقالة التي تحلل قضية ادبية او نقدية معينة
فان المنهجية الكفيلة بالإحاطة بهذا الجنس الادبي تتمثل في مايلي :
1-2. تقديم:
ويتم
فيه تعريف المقالة كجنس ادبي ظهر مع بداية القرن العشرين نتيجة الاحتكاك
بالثقافة الغربية وتطور الصحافة ليكون هذا الجنس اداة للتنوير وخلق وعي لدى
القارئ وذلك عن طريق مده باخر المستجدات لينتقل هذا الجنس الى الادب
محاولا تحليل القضايا الادبية واظهار وجهات النظر المختلفة حول بعض
المواضيع التي تشغل المهتمين بالادب. كما يتم في هذه المقدمة طرح تساؤلات
عن مدلى قدرة المقالة على الاحاطة بالموضوع بالمدروس وكذا الاساليب والطرق
المعتمدة في عملية التحليل .
2-2. ملاحظة النص:
وفيها
يتم تحديد نوعية النص باعتباره مقالة ادبية (اذا تطرقت لمدرسة شعرية او
حللت القصة والمسرحية) او نقدية (اذا انصب موضوعها حول المنهج البنيوي او
المنهج الاجتماعي) وذلك من خلال مجموعة من المشيرات النصية (مثل اعتماد
اللغة التقريرة المباشرة او تحليل قضية ادبية وتفكيكها الى قضايا فرعية …)
كما يتم افتراض موضوع النص انطلاقا من العنوان كعتبة اولية للنص او من خلال
بداية النص او نهايته او مصدره.
3-2. تحليل النص:
أ. الحقول الدلالية:
وفيها
يتم التطرق للحقول الدلالية المهيمنة على النص وغالبا ما تكون مرتبطة
بالجنس الادبي او النقدي وخصائصه ومميزاته. فإذا كان النص مثلا يتطرق لقضية
المدرسة الاحيائية او التقليدية يمكن ان نقسم المعجم الى حقل دال على
التيار الاحيائي ونستخرج الكلمات الدالة عليه من النص وحقل اخر يدل على
خصائص ومميزات هذه المدرسة. اما اذا كان النص قائم على المقارنة بين
مدرستين او تيارين ادبيين مثل التيار الاحيائي والتيار الرومنسي فاننا نقسم
المعجم الى حقل دال على المدرسة الاحيائية وحقل دال على المدرسة
الرومنسية. ونفس الشيء بالنسبة للأجناس الادبية الاخرى كالقصة والمسرحية
والمنهج النقدي فغالبا ما يكون الحقل الاول مخصص للجنس الادبي والحقل
الثاني لخصائص هذا الجنس. ثم نحدد العلاقة بين الحقلين والتي قد تكون علاقة
ترابطية تكاملية او علاقة تضاد او جزء بكل او سببية او تاثيرة ونشرح لماذا
هذه العلاقة هي على هذا الشكل .
ب. فهم النص:
وفيه
يتم اعادة صياغة النص بطريقتنا الخاصة في فقرة يتم من خلالها تحليل قضايا
النص الرئيسية والثانوية مع المحافظة على التسلسل في الافكار والترابط
بينها.
ج. تحديد خصائص ومميزات الجنس الادبي الذي يتطرق اليه النص:
وهي
خصائص ستكون مذكورة في النص وعلى التلميذ ان يستحضرها واعادتها باسلوبه
الخص. فمثلا اذا كان النص يتطرق للتيار الرومنسي ستجد ان الكاتب سيحدد بعض
ملامح وخصوصية هذا التيار سواء على مستوى اللغة او الشكل او المضمون وغيرها
من العناصر .
د. الخصائص الاسلوبية واللغوية:
وفيها
يتم التطرق للمنهج المتبع في عملية التحليل وهو منهج لابد ان يكون اما
منهجا استقرائيا يتم من خلاله الانتقال من الجزء الى الكل اي من المثال الى
الحكم او منهج استنباطي يبدأ الكاتب من خلاله بالحكم او الكل ليقدم امثلة
فيما بعد لتأكيد هذا الحكم مع توضيح الجزء والكل في النص والإشارة الى مبدأ
التدرج في طرح الافكار .
كما يتم
استحضار اساليب الشرح والتفسير الممثلة في (التعريف، السرد، الوصف،
المقارنة، التشابه و التماثل) وهي اساليب يجب توضيحها في النص بأمثلة
مناسبة مع الاشارة الى وظيفتها التعبيرية المتمثلة في شرح النص وتفسيره
وتبسيطه للقارئ حتى يتحقق الاخبار والتواصل مع المتلقي .
اللغة
ايضا عنصر اساسي في تحليل المقالة حيث يتم توضيح نوعية هذه اللغة والإشارة
الى وظيفتها التعبيرية وغالبا ما تكون اللغة النص المقالي تقريرية ومباشرة
خالية من الاساليب البلاغية رغبة من الكاتب في تحقيق الاخبار والتواصل مع
المتلقي. الروابط ايضا جانب مهم في النص المقالي وفي جميع النصوص لأنها
تربط بين جمل النص وفقراته وتضمن له التماسك والانسجام والترابط الذي ينعكس
على رسالة النص ومغزاه. لهذا يجب ان نبين نوعية الروابط الموظفة بأمثلة
واضحة مثل روابط التأكيد (ان -قد..) وروابط النفي (لا –ليس..) وروابط
الاستدراك (لكن) والإضراب (بل) وغيرها من الروابط.
اما
اذا كان النص مقالة نقدية تناقش قضية المنهج البنيوي او الاجتماعي فمن
الضروري استثمار دروس علوم اللغة خاصة (الاتساق والانسجام وأساليب الحجاج)
وهي الدروس التي يجب ان توظف في هذه المرحلة مع توضيحها بأمثلة من النص
وإظهار وظيفتها التعبيرية .
خاتمة :
يتم
من خلالها وضع خلاصة نهائية للتحليل مع الاشارة الى مدى توفق الكاتب في
الاحاطة بجنس المقالة وقدرته على تفكيك القضية الادبية او النقدية وابلاغه
للموضوع مع ابداء الرأي الشخصي في ما تم التطرق اليه من قضايا .